من وحي الكلام
كثر اللغط السياسي. في منابر التسويق .وتحديد مؤشر ارتفاع سقف المطالب امام تراكمات الكلام الثقيل الذي يتحول الى قطعة ثلج سرعان ما تذوب من هول وحرارة الشارع العربي. هذا التحرك الواسع في استيعاب حجم المغالطات .والحقائق الكاذبة عن مصير امة بكاملها التي تعيش على ايقاع الصورة المستوردة من العدو .وتجميلها لتكون صورة العربي في مسار حياته المؤجلة منذ ولادته حتى هذه اللحظات التي نكتب فيها ما تبقى من الوجود العربي في المشهد العالمي.وموقعه في خريطة المشاركة الصورية . وفي اظهار نوايا المؤسسة في اختياراتها التي تملى عليها لفرض سياسة الواقع المفروض بكل ملابسات القهر و التخلف.
ان سياسة الكيل بمكيالين في الخطاب السياسي العربي .وفي ادارة الازمات الخانفة التي يمر منها كل مواطن على امتداد خريطة الوجود الجغرافي في ساحة التاريخ .وتعطي ذلك الانطباع السائد بان العربي تحكمه ارهاصات الماضي الثقيل بجميع مكونات الفشل والنكسات وما شابه ذلك من صور لحروب وفعل المستعمر الاجنبي في تكريس سياسة الحماية ووضع اليد على كل خيرات هذا الوطن العربي الذي استنزف من الداخل ومن الخارج.وامام هذا الوضع الذي تخاذلت فيه حكومات متعاقبة .ظل العربي يكابد في اثبات شرعية وجوده في ظل تحامل الادارة المخزنية و الغزو الثقافي الغربي بشتى صور الوقاحة والتشويش على الصورة الحقيقية التي يمتاز بها العربي عبر تاريخه الحافل بالانجازات العلمية والثقافية مطلع القرون الاولى من انتشار المد الاسلامي ابتداءا من بلاد البلقان و مرورا بشمال اروبا وغربها والوصول الى بلاد الاندلس.وشمال افريقيا........
قد نتفق وقد نختلف حول مصير هذا العربي في تحقيق ولو جزء يسير من حلمه البسيط في العيش الكريم ومناخ يبشر بسلوك متوازن من الانظمة في حماية رياعاها من فكرة الهجرة التي بدات في القرن الماضي .وماتزال هجرة الادمغة العربية الى مواطن العدو لتحاربنا من خلالها وامثلة كثيرة حول مؤسسات عالمية يتراسها رجالات عرب .شاءت الاقدار و الظروف المتواطئة في جعل ما هو مفيد للوطن خارج اهتمامات الدولة .والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح .كيف تستقر الدولة الحديثة في غياب كوادر متميزة في صناعة القرار الحكوميو في بناء مؤسسات قائمة بذاتها
لقد تغير شعور المواطن العربي اتجاه وطنه ووطنيته .ولم يعد يستجيب الى هذا العنصر الهام في تركيبة ونفسية هذا المواطن الذي كاد ان يفقد روح الاستمرارية على هذا الوضع المزري حتى فاجاتنا طلائع الشباب التونسي والمصري في تاكيد راسخ ان هذا المواطن كان ينتظر الفرصة السانحة ليفجر طاقاته الابداعية من اجل الخلاص .و رؤية جديدة للمستقبل.وعلى الانظمة الحاكمة اما ان تغير من اعرافها وتعترف باحقية المواطن في الحياة .او تحمل حقائبها وتغادر في اتجاه من كانت له اليد الطولا في هذا المصير العربي